سورة القصص - تفسير تفسير الواحدي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (القصص)


        


{طسم}.
{تلك آيات الكتاب المبين} يعني: القرآن، وهو مبينٌ للأحكام.
{تتلو} نقصُّ {عليك من نبأ موسى} خبر موسى {وفرعون بالحق} بالصِّدق الذي لا شكَّ فيه {لقوم يؤمنون} يُصدِّقون أنَّ ما يأتيهم به صدقٌ.
{إنَّ فرعون علا} استكبر وتعظَّم {في الأرض} أرض مصر {وجعل أهلها شيعاً} فرقاً تتبع بعض تلك الفرق بعضاً في خدمته {يستضعف طائفة منهم} وهم بنو إسرائيل.
{ونريد أن نمنَّ على الذين استضعفوا في الأرض} ننعم على بني إسرائيل {ونجعلهم أئمّة} قادةً في الخير {ونجعلهم الوارثين} يرثون ملك فرعون وقومه. وقوله: {ونمكن لهم في الأرض} أرض مصر والشَّام حتى يغلبوا عليها من غير مُنازعٍ {ونُرِيَ فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون} وذلك أنَّهم كانوا قد أُخبروا أنَّ هلاكهم على يدي رجل من بني إسرائيل، فكانوا على وجلٍ منهم.
{وأوحينا إلى أم موسى} قيل: إنَّه وحي إلهام. وقيل: وحي إعلام.
{فالتقطه} أخذه {آل فرعون} عن الماء {ليكون لهم عدواً وحزناً} أَيْ: ليصير الأمر إلى ذلك {إنَّ فروعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين} أَيْ: عاصين آثمين.
{وقالت امرأة فرعون قرة عين} أَيْ: هو قرَّة عين لي {ولك لا تقتلوه} فإنَّه أتانا به الماء من أرضٍ أخرى، وليس هو من بني إسرائيل {وهم لا يشعرون} بما هو كائنٌ من أمرهم وأمره.
{وأصبح فؤاد أم موسى فارغاً} خالياً عن كلِّ شيء إلاَّ عن ذكر موسى وهمِّه {إن كادت لتبدي به} بأنَّه ابنها {لولا أن ربطنا على قلبها} قوَّينا قلبها وألهمناها الصَّبر {لتكون من المؤمنين} المُصدِّقين بوعد الله سبحانه.


{وقالت لأخته} لأخت موسى {قصته} اتَّبعي أثره، فاتَّبعته {فبصرت به عن جنب} أبصرته من بعيدٍ {وهم لا يشعرون} أنَّها أخته.
{وحرَّمنا عليه المراضع} منعنا موسى أن يقبل ثدي مرضعةٍ {من قبل} أن نردَّه على أُمَّه {فقالت} أخته حين تعذَّر عليهم رضاعة: {هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم} يضمُّونه إليهم {وهم له ناصحون} مخلصون شفقته.
{فرددناه إلى أمه} وذلك أنَّها دلَّتهم على أمِّ موسى، فَدُفِعَ إليها تُربِّيه لهم. وقوله: {ولكن أكثرهم لا يعلمون} آل فرعون كانوا لا يعلمون أنَّ الله وعدها ردَّه عليها.
{ولما بلغ أشدَّه} منتهى قوَّته، وهو ما فوق الثَّلاثين {واستوى} وبلغ أربعين سنةً {آتيناه حكماً} عقلاً وفهماً {وعلماً} قبل النُّبوَّة.
{ودخل المدينة} يعني: مدينةً بأرض مصر {على حين غفلة من أهلها} فيما بين المغرب والعشاء {فوجد فيها رجلين يقتتلان} أحدهما إسرائيليٌّ، وهو الذي من شيعته، والآخر قبطيٌّ، وهو الذي من عدوه {فاستغاثه} الإِسرائيلي على الفرعونيِّ {فوكزه موسى} ضربه بجميع كفِّه {فقضى عليه} فقتله ولم يتعمَّد قتله، فندم على ذلك لأنَّه لم يُؤمر بقتله ف {قال هذا من عمل الشيطان إنَّه عدوٌّ مضلٌّ مبين} ثمَّ استغفر فقال: {ربِّ إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له إنه هو الغفور الرحيم}.


{قال رب بما أنعمت عليَّ} بالمغفرة {فلن أكون ظهيراً للمجرمين} لن أُعين بعدها على خطيئة.
{فأصبح في} تلك {المدينة خائفاً} من قتله القبطيَّ {يترقب} ينتظر الأخبار {فإذا} الإسرائيليُّ {الذي استنصره بالأمس يستصرخه} يستغيثه. {قال له موسى إنك لغويٌّ مبين} ظاهر الغواية، قد قتلتُ بك بالأمس رجلاً، وتدعوني إلى آخر، وأقبل إليهما، {فلما أن أراد أن يبطش بالذي هو عدوٌّ لهما} أَيْ: بالقبطِيِّ، فظنَّ الذي من شيعته أنَّه يريده، فقال: {أتريد أن تقتلني كما قتلت نفساً بالأمس إن تريدإلا أن تكون جباراً في الأرض} تقتل ظلماً، فلمَّا قال الإِسرائيلي هذا علم القبطيُّ أنَّه قاتل القبطيِّ بالأمس، فأتى فرعون فأخبره بذلك، فأمر فرعون بقتل موسى، فأتاه رجلٌ فأخبره بذلك، وهو قوله: {وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى} وهو مؤمن آل فرعون {قال يا موسى إنَّ الملأ يأتمرون بك} يأمر بعضهم بعضاً يتشاورون {ليقتلوك فاخرج} من هذه المدينة {إني لك من الناصحين}.
{فخرج منها خائفاً يترقب} ينتظر الطَّلب {قال ربّ نجني من القوم الظالمين} قوم فرعون.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6